*بحثُ حيـاةٍ* الشاعر / فايز قاسم

*بحثُ حيـاةٍ*
خيرُ الورى إذما دعوتَ أجابا
وإذا رمى بقفــا يديــهِ أصـابــا
وإذا أتيتَ ديــارَهُ ضيفاً بـهـا
فتحَ الجــوانحَ صفحةً وكتابا
خيـرُ الورى مَنْ غيرُهُ في نفسهِ
مثــلاً لـهُ في نفســهِ ما غابــا
إنْ يقتـرفْ ذنبـاً يعاتبْ نفسَهُ
ولغيـرِهِ لـم يـرمِ فيـهِ عتابــا
فكنِ الـذي أهدى القلوبَ محبةً
وكـنِ الـذي أعطى العيوبَ نقابـا
ماذا يضيـرُكَ أن تصـونَ معائبي
وتحيـلُهـا عن ناظريكَ غيـابـا
ماذا تُفـادُ إذا استفدتَ بنشرِها
هلْ مَنْ يُفـادُ إذا استخارَ غرابـا
كلَّا فليسَ من الإفـادةِ أن ترى
عيباً يُـذابُ فتـزدريهِ مُـذابـا
وإذا سعيتَ لأن تفرجَ كربةً
لأخيكَ تلقى من النعيمِ ثوابا
يومَ القيامةِ سوف تأتي أبيضاً
في حينِ غيِرك يقبلون غِضابا
حتى بأرضِ اللهِ تصبحُ هانئاً
والنورُ حولَكَ جيئـةً وذهابا
وإذا الكريمُ حباكَ من نعمائهِ
فامننْ ببعضٍ كي تكونَ مجابا
واذكْر بأنَّ اللهَ يمهلُ عبــدَهُ
لكنْ يحاسبُ بعدَ ذاك حسابا
إن أحسنوا فاللهُ يجزيهـم بهِ
الحسنى ويجزي السوءَ منه عذابا
يا صاحبي هلا ابتغيتَ مكارماً
ويصيرُ أمرُك في البلادِ مـهابـا
فارحمْ فإنَّ اللهَ يرحـمُ راحـمـاً
ويذيقُ من ظلمَ العبادَ عقــابا
يا أيُّهـا الجبـــارُ هلْ متكبـرٌ
جبروتُهُ جعلَ المشيبَ شبابا
أو هلْ مضى فوقَ الصراطِ بقوةٍ
أو هلْ أحالَ الماءَ منـه سرابـا
كلَّا فلا الجبـارُ سيَّرَ أمـرَهُ
ولو استقى كلَّ الجبـالِ شرابا
أمـا الضعيفُ إذا مضى بدعائهِ
لله سالَ الصـخـرُ منه وذابـا
لا تستهنْ بالعبـدِ أو بحبالـهِ
إذْ أمسكتْ بالله حينَ أنابا
من يعتصمْ بالله يومَ رجائـهِ
ما ضاعَ منـهُ رجـاؤهُ أو خابا
واللهِ لو هذا الذبابُ على اسمهِ
متحفظٌ لن يفقهـوهُ ذبـابا
أو كانَ ما تحتَ النعالِ منكَّراً
لن يعـرفوا أن يلفظـوهُ تـرابا
يا أيـُّهــا المغــــرورُ إنكَ هيـــنٌ
ولو استطلتَ من الغرورِ سحابا
تبقى الصغيـرَ إذا رأتكَ نواظـرٌ
وتظنُ جسمـكَ في السماءِ ضبابا
فاتركْ غرورَكَ كي تعيشَ حقيقةً
واحفظْ سواكَ ولا تعشْ مرتابا
فالوهمُ داءٌ قد تُعَــدُّ بقـبــرِهِ
شخصاً غريباً واهمـاً كــذّابـا
*فائــز الحــرازي*
28/10/2017
اليمـن ــ صنعاء ــ حراز

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي