ياحادي العيس. للشاعر /جكتي إبراهيم الكبوني

يا حاديَ العِـيسِ

لُمّـي مــتاعكِ  بنتَ العمّ نرتحل
نحو المدينة إن الركب مرتحِلُ

أما كفاكِ طقوس الشّوق من وله
أم  هزّكِ الشّوق نحو الدّار تبتهلُ

إن كنتِ لا تـرتـجي  منّي زيارتها
فتلك  ذنبٌ  من الأوزار  يـنتـسلُ

إنّي فَطمْتُ فؤادي عن هوى غيَدٍ
ملـيـحـة  قد بدتْ  أو زانــه  الحُللُ

سُلي ثِــيابكِ  منّي  في الهوى أبدا
فَلْتَنْدبِي واصْرخي لا ينفع الحيلُ

يا حاديَ العِـيسِ أنّى للصَّدى رويٌ 
غير المــدينة  إنّ الشـّوق  يشتعلُ

ويا نسيـم الصبا هُبّي على جسدي
هل يطفأ الشوق -لا- إلّا  لمن يصلُ

أتيـتكـم  يا رســول اللّه  في  ولــهٍ
والحبّ في كـبدي ما زالــه الوجَلُ

من لم يزركم فهل يصفو مشاربه
طول الحيا في بحار الذَّنب يغتسلُ

يا سيد الخلق والأكوان من قدم
يا من  بِـرؤيـته  يجـلـو  بـه  الغَللُ

ونـــور  وجـهــك  لا يحكي لـــه شبَه
لا الشّمس والنجم  لا زُهرٌ ولا زُحـلُ

قد أشرق الكونَ نورُ المصطفى وبه
تمشي الأنـامُ  ومـا زلّتْ  لهم حَـوَلُ

جئتُ المدينة لا أهل ولا صحَبٌ
أتـلـو  عـليك  ســلام الله  أبتـهـلُ

أرجو الشفاعة ما لي حيلةٌ أبدا
يوم التــناد فإنّي دائــما  خجلُ

لست المنافق أو من كان ذا حسد
لكنّني  الرَّجــْلُ   لا زادٌ   ولا عـمـلُ

أنا الضعيف وزادي في التقى حَتدٌ
أنت  الحبيب فيا بشرى  لنا  الأملُ

وحبّك اليـوم فاق الأُحْد من ثـقلٍ
منّي، وغيـرك  قلبي ليس  يحتملُ

يارب صلّ على الهــادي  وعتــرتِـه
مادام في النّاس قُــرآنٌ ومن حملوا

جكتي إبراهيم الكبوني
21/12/2017