السيف والحرف للشاعر / د.أحمد الشردوب

السيف والحرف
_______________
أطلقْ عناني فنقعُ الحربِ قد ثارا
حتى أحصِّلَ من أعدائيَ الثّارا
لا وقت عندي لأطلالٍ أسائلُها
ورسمِ فاتنةٍ قد عافتِ الدّارا
ولا عيونِ مهاةٍ كي أغازلَها
رشيقةِ القدِّ فيها القلبُ قد حارا
ولا للوعةِ مشتاقٍ بكى ألماً
دموعُه قد جرت في الخدِّ مدرارا
دعني على صهواتِ المجدِ أركبُها
حتى أهبَّ على الباغين إعصارا
وهل يغيظُ العِدا إلا أخو أدبٍ
من غيظِ أحرفِه قد أضرم النّارا
قد انتضى حرفَه و انقضَّ ممتشقاً
سيفَ القصيدِ يشقُّ الصَّفَّ أشعارا
أو باسلٌ لفظَ الأغلال أنكرَها
فكانَ سيلاً على الأعداءِ هدّارا
آلى على نفسِه تطهيرَ تربتِه
ولو دماه جرتْ في الأرضِ أنهارا
لقد أذاقَ العِدا حمّى تغيُّظِه
و أعملَ السَّيفَ في الأعناقِ بتّارا
ستذكرُ الأرضُ يوماً من جرى دمُه
فيها وتُنبتُ في مثواه أزهارا
ومن غدا حرفُه نثراً وقافيةً
مهنَّداً مصلتاً يستجلبُ الغارا
السَّيفُ والحرفُ جمعاً سوفَ نرفعُها
حتى تصيرَ لنا الأمجادُ آثارا
حرفي سلاحي وقرطاسي به خبري
منها أصوغُ رواياتٍ و أسفارا
لا يقبلُ الضَّيمَ حرفي فهْو ذو أنفٍ
كالسَّيف في طبعِه لا يقبلُ العارا
إذا بوجه الأعادي قمتُ أزجُرُه
فليس يُبقي من الباغين ديّارا

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي