قراءة في قصيدة شاطئ الشوق للشاعر ابو عدي المنصوري اعداد الناقد والكاتب الاديب / عبدالكريم الخياط

عبدالكريم الخياط:
(شاطئ الشوق)
مازال في القلبِ للخلانِ مُتَّسَعُ
رغمَ البعادِ وما بالحربِ قد صَنعوا
مازلت أعزفُ في الشطآنِ أغنيةً
عنوانُها الحبُّ واﻷشواقُ والولعُ
مازلت أحلم واﻷحزانُ تتبعني
والآه تتبعُ أنفاسي وتَبْتَلِعُ
ياأيها الليلُ للمشتاقِ أُمنيةٌ
ففي سدولِكَ للعُشاقِ منتجعُ
إني على عَجَلٍ فالشوقُ يَسبِقُنا
أميرةُ الحبِّ في اﻷحداقِ تَضطجعُ
فدلْهَمُ الليلِ ماأنقى تدلْهُمِهِ
يضم قلباً جفاهُ البينُ والجزعُ
كأننا قد مَلكنا الكونَ أجمعَهُ
قلوبُنا للهَنا تشدو وتستمعُ
وقهقَهَ المَوجُ نشوانا بصحبتِنا
وأسفرَ الصبحُ واﻷفراحُ ترتفعُ
ما إن رأيت خيوطَ الفجرِ بازغةً
انتابني الخوفُ واﻹحباطُ والفزعُ
ما أقصر الليل للعشاقِ تَحسبهُ
وأطول الليل باﻷحلامِ يتسعُ
ما أحمق الصبح لم يرحمْ صبابتَنا
كأنهُ الموتُ لﻷرواحِ ينتزعُ

🌹ابو عدي المنصوري🌹
🎍🎍🎍🎍🎍🎍🎍🎍
مابين حمق الصباح الذي لم يرحم صباباة المحبين وأشواقهم ولوعاتهم تكمن المساحات المسكونة بالوله التي تستغل لساعات كأنها سنين من الشغف ، فما بالك حينما يتخالج الشوق مع إحساس بالموت الذي يفعل الأفاعيل بانتزاع أرواح المحبين كما ختم الشاعر قصيدته ، لكننا إذا ما حاولنا الرؤية للنص بأبعاد ثلاثية سيتضح أن البيت الأول فيه شفرة البعد والتباعد ألا وإنها ( الحرب ) التي صنعت فينا أعاجيب المآسي لكن شاعرنا ألقى براء ( الحرب ) خلفه وامتشق نوتة ( الحب ) يعزف على شطآنها ألحانا خالدة من الأحلام الوردية دون أن تثبطه أرتال من الأحزان والآهات الحرّى التي تحيط به ..
فشاعرنا يموج في صور تتناثر بالبوح المضمخ بالعشق الذي يراه متألقا في أستار الليل الذي تنزوي فيه حشود من الآمال تكتنز في طياتها الآلام
وهنا يأتي التعجب ( ماأنقى تدلهمه ...) بعيدا عن عيون العاذلين لكنه قلبه لايزال يعيش لحظات من الذعر والخوف جراء البعد رغم أن أميرة الحب تعيش في أحداق المتيم بها باسطة هيمنتها على عرش القلب المكبل بحبها ، وهنا استحالت الكون مع اتساعه ملكا للمحبين لاينازعهما فيه أحد ، مجرات الهنا تمخر عباب السديم بألحان اللقاء ولو كان محفوظا في تلافيف الأحلام ..
وما أروع الصور التي تتآزر مع بعضها في قول الشاعر :
وقهقه الموج نشوانا بصحبتنا
وأسفر الصبح والأفراح ترتفع
ليشمل الفرح كل مافي الكون ..
ونبقى أمام حقيقة لامناص من من مواجهتها :
ماأقصر الليل للعشاق تحسبه
وأطول الليل بالأحلام يتسع
وما بين طول الليل قصره تكمن حكايات الأحبة الذين تقف أمامهم حوائط من ( الحرب ، الأحزان، الآه ،جفاه ، البين،الجزع ، الخوف،الإحباط،الفزع،ماأقصر الليل ،ماأحمق الصبح ،لم يرحم،الموت،ينتزع ..)
وتتعاضد معهم بإصرار ( متسع ، أعزف ، أغنية ، الحب ، الأشواق،الولع،أحلم،للمشتاق ، أمنية ، للعشاق ، منتجع ،الشوق، أميرةالحب ، ماأنقى ، للهنا، تشدو، نشوانا ، الأفراح، خيوط الفجر،بازغة، بالأحلام ،الصبح ،صباباتنا)
الشاعر أبوعدي المنصوري استوقفنا في نصه البديع على ( شاطىء الشوق) ننظر في الأفق متى ستكتب الأقدار لسفينة الحب أن ترسو على ذلك الشاطيء تتقاذفها الأمواج المضطربة ..
فنحن أمام قراءة تسكنه أمنيات السلام المنشود من بين أنياب الحرب،،
وقراءة تتدثر بالأحلام للقاء المحبين كطريق منشود تتخطى لجج الصعاب ليتسنى للدنيا أن تتضوع الحب في كل جنباتها..
وإن كان النص يحتاج الوقت الكثير لاستخراج مافيه من جماليات تشده ذهن القاريء..
لكنه جهد المقل - مني - الذي استوقفه الألق على شاطئه ولوّح إليه بيد الحروف ولوعة المعاني..
عبدالكريم الخياط 

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي