معلقة الصمود المنكوس بقلم / علي عامر الشرعبي

معلقة الصمود المنكوس

ودع بلادك إن الشعب مرتحلُ
وهل تطيق بقاءً أيها الرجلُ

عمياء صمَّاء هدتها الحروب وقد
عم الخراب بها والموت يشتملُ

من النفايات يقتات الفقير بها
وقادة الحرب بالوسكي قد اغتسلوا

وللمعاشات أهل الله قد لهفوا
والقاتلون على أحزانها ثملوا

مافي الوظيفة من خيرٍ وسيدنا
لنا الخطاباتُ كم يلقي ويرتجلُ

والمشرفون تقام الناطحات لهم
يتاجرون بنا رقا فنحتفلُ

أما الدنابيع يا رباه قد غرقوا
في كبسةٍ من لهم منها سينتشلُ

وللحراك وعرابيه أحزمةٌ

أمنيةٌ تعشقُ الفوضى وتفتعلُ
ما أدركوا (الكوعَ) من (بوعٍ )وأحسبهم

شراً يلفون من مروا ومن وصلوا

وللتحالفِ زعمٌ كلهُ كذبٌ
والانتصاراتِ تهذي كلما فشلوا

أما الإغاثات يُعطى كل ذي حرسٍ
هز الصميلَ وأبدى أنه (صَمِل)ُ

والكل قد تاه في بحر الأنا طمعا
فقبح الله ماكالوا ومافعلوا

والشعبُ من سطوةٍ للجوع مرتعشٌ
والخوف يستعبدُ الأبنا ويعتقلُ
ُ
فارحل لتبحث عن رزقٍ فلا أملٌ
يلوح في أفقنا الخاوي ويُحتمل
ُ
عامان مرا وهذا ثالث ذهبت
شهوره وهي بالأحلام تنتعلُ

صمودنا لم يصد الجوع مرتجلا
ولا أفاض دواءً للألى (سعلوا)

فكيف يصمد شعبٌ والرغيف له
حلمٌ بطابور صرف الغاز يتصلُ

نثور نهذي وصمت الليل يخذلنا
إن لاح فجرٌ رأيت الشعبَ يختضل

وياترى هل صمود الجائعين هنا
أجدى وما مات من غلوا ومن بخلوا

أم أن في شرعةِ الأنصارِ قد رفعت
كل الحدود فلا ظلوا ولا انتقلوا

ودع بلادك إن الكل مرتحل
فمن بلحظة نومٍ بات يكتحلُ

إن الصمودَ خيارات ٌ يقررها
أهل الكهوفِ وحاشا تنكر الدولُ

إن الصمود انتظارٌ عاقرٌ
حبلت
كل المواعيد تستوفى وتكتملُ

إلا الصمود مع هادي وزمرته
لازاد لا ماء فاصمد ربما خجلوا

علي عامر
25 /3/2018
صنعاءُ