يوم ميلادي سليمان دغش



آهِ كم كانَ حزيناً يومُ ميلادي
لا شيءَ إلا الخمر والشّعر وآهاتي الدفينةْ
وظلال طيفٍ قُدُسِيٍّ يتجَلّى في مرايا الروحِ 
راودَني أمامَ اللهِ عندَ القِبلةِ الأولى
سألتُ اللهَ أنْ يَتَجَلّى مرّةً أخرى فوحدهُ قادِرٌ
أن يَضبِطَ الإيقاعَ في فوضى الحياةِ،
فلا يَدٌ تفتَحُ في القلبِ الشّبابيكَ التي صَدِئَتْ وَهْيَ تنتَظِرُ السّنونُوّاتِ 
تَرجِعُ منْ منافي الذِّكرياتِ
ما أوجَعَ الذّكرى التي لا يُغلِقُ النسيانُ شُرفَتَها على الماضي
فتَفتَحُ صَفحةً أخرى لِتُكمِلَ مَسرَحِيَّتها الحياةُ 
كما تريدُ لها فوضى شريعةِ هولاكو الجديدِ 
وعودةُ التاتارِ بالياقاتِ والبِدَلِ الحديثةِ 
تنشُرُ المَوتَ الحداثِيَّ بأسلِحَةِ الدَّمارِ,
سمَة العصر المَغوليِّ الجَديدةِ في كوابيس الطغاة
مرّ يومُ ميلادي حزيناً
لا شيءَ تَغَيَّرَ فيَّ أو غَيَّرَني
إنما كبرتُ عاماً واحداً عن ألفِ عام 
وازدَدتُ حُزناً وعناءً وأنينا
وطالَ حُزنُ القُدسِ في سَنَةٍ دهوراً وَسنينا
كُلُّ شيءٍ صارَ أقسى
فكأني عدتُ من معركةِ العُمرِ مهزوما ذليلا
فلا أنا قاتِلاً صرتُ ولا كُنتُ القتيلا
يا إلهي قدْ تأخّرتَ طويلاً
فتَجَلَّ الآنَ عفوكَ مثلَ المرّةِ الأولى
هُنا فوقَ ربوةِ القدسِ التي باركتَهاِ وأعِدْ ترتيبَ هذا الكونِ من أوَّلهِ
إنَّ شُرعةَ قابيلَ استبَدَّت بالخليقَةِ
لا تُرسِلْ ملاكاً أو نَبيّاً أو رسولاً أو إمامْ
لا ولا الشيطانَ ابليسَ الذي رفَضَ السُّجودَ لآدم الطينيَّ
فانظُر كمْ من شياطينَ أبالسةٍ من نسلِ آدمكَ الصّفيَّ تعيثُ في الأرضِ فساداً
لا تَعِدْ أحداً بجناتِ السماءِ
ولا جَهَنَّم ، قد خبرناها هنا في الأرضِ مراتٍ وَمراتٍ
إلهي 
كلّ ما نطلبُهُ الآنَ ألهي بعضُ المحبَّةِ منكَ
وقليلٌ منْ سلامْ
سليمان دغش
( من قصيدة: من منفى إلى منفى)

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي