قامت قيامتنا شعر د.أحمد الشردوب
قامت قيامتنا
______________
______________
ممّا حفظتُ وفي الحجا مسطور
وأنا غلامٌ قد وعيتُ صغيرُ :
( وإذا الجنينُ بأمِّه متعلِّقٌ
خوف الحسابِ وقلبُه مذعور)
هي صورةٌ يومَ القيامةِ وقعُها
تحكي لنا كيف السماءُ تمورُ
كيف الكواكبُ أُزهقت و تناثرت
والشمس شُقَّت وابتدا التكويرُ
أو كيف تذهلُ مرضعٌ عن راضعٍ
و ترى الصحائف في السَّماءِ تطيرُ
في حينها كانَ الوجومُ يلفُّنا
فالخطبُ صعبٌ والحسابُ عسيرُ
لكنَّ أمناً كان يُسعفُ حالَنا
مذ كان في أحداثِها تأخيرُ
واليومَ في أرضِ الشآم قيامةٌ
ما مثلها عرف الزمانُ تدورُ
ليلٌ وصمتٌ والعيونُ غوافلٌ
والكلُّ تحت جناحه مستورُ
ويبدِّدُ الصّمتَ الرهيبَ قذائفٌ
هي في الحقيقة للقيامة صُورُ
حِممٌ تُصبُّ و طائراتٌ تقصفُ
الأحياءَ ! نقعٌ ثائرٌ و هديرُ
والأرضُ خسفٌ والدَّمارُ مروِّعٌ
وحطامُ أمتعةٍ - يليه - تطير
وعلى رؤوسِ الخلقِ تهوي أسقف
منها لهم صارت تشادُ قبورُ
لا غروَ إن دفنت ديارٌ أهلها
فالغدرُ طبعٌ والزَّمانُ مريرُ
فلربَّما مزج التُّرابُ دماءَهم
حتى تُشادَ من المزيجِ قصورُ
ولربّما في الدفن كانت رحمةٌ
ولربّما قد أُسعدَ المغدور
مِزعٌ وأشلاءٌ تناثرُ دونَها
طَرَفٌ هناكَ مضرَّجٌ مبتورُ
وهناك أمٌّ قد تمزَّقَ جسمُها
وجنينُها منه الدِّماءُ تفور
لا وقتَ عند جنينها كي يشتكي
فإليه مدَّت للفناء جسورُ
من برزخٍ قد كان فيه لبرزخٍ
وبهذه الدُّنيا المُقامُ عبورُ
وبزحمة الأهوال تمتزج الرؤى
ثبتٌ مكينٌ في البلاء صبورُ
ومزعزعٌ خلعَ المصابُ نياطه
وفؤاده في الحادثات يخورُ
والرُّعبُ يعتصرُ القلوبَ! فلاجئٌ
لله يضرعُ دأبُه التكبيرُ
وصراخُ أطفالٍ يمزِّقُ أنفساً
عن بؤسِها قد أعجز التصويرُ
قامت قيامتُنا وحانَ قطافُنا
وعدوُّنا متربِّصٌ وجسورُ
قامت قيامتُنا وزُلزل عيشُنا
وبأرضنا قد فُوِّر التَّنّورُ
وورودُنا ذبلت قبيلَ أوانِها
وبراعمٌ قُطعَت لنا و زهورُ
ولطالما عن دوحِها قد أبعِدَت
وتشرَّدت في الفرقدينِ طيورُ
و الأرضُ ودَّعَت النُّضارَ جنانُها
من بعد أن مسَّ البلاد سعيرُ
وغدا حصيداً قبل نضجٍ زرعُنا
فالحاصدون يروقهم تبكيرُ
يا للشآم بنوك إما مبعدٌ
عن أرضه أونازح وأسيرُ
أو راحلٌ للأرضِ قد أهدى الدِّماء
ففاحَ منها في الأثير عبيرُ
محرابُ أحمد فيك باتَ مهدَّماً
ولطهره قد دنَّسَ الماخور
والعلجُ فيك يعيثُ في إفساده
صلفٌ تملَّك حالَه وغرور
والليل أرخى في الشآم سدولَه
فمتى سنا الإصباح فيه يثور
قامت قيامتُنا وحلَّ شتاتُنا
ولجمعِنا يا ربُّ أنت قديرُ
إن كان بالظلّام حِلمُك غرَّهم
فلظلمِنا ياربُّ أنت غيورُ
ما غير نصرك يا إلهي نرتجي
يا من لأهل الحقِّ أنت نصيرُ
وأنا غلامٌ قد وعيتُ صغيرُ :
( وإذا الجنينُ بأمِّه متعلِّقٌ
خوف الحسابِ وقلبُه مذعور)
هي صورةٌ يومَ القيامةِ وقعُها
تحكي لنا كيف السماءُ تمورُ
كيف الكواكبُ أُزهقت و تناثرت
والشمس شُقَّت وابتدا التكويرُ
أو كيف تذهلُ مرضعٌ عن راضعٍ
و ترى الصحائف في السَّماءِ تطيرُ
في حينها كانَ الوجومُ يلفُّنا
فالخطبُ صعبٌ والحسابُ عسيرُ
لكنَّ أمناً كان يُسعفُ حالَنا
مذ كان في أحداثِها تأخيرُ
واليومَ في أرضِ الشآم قيامةٌ
ما مثلها عرف الزمانُ تدورُ
ليلٌ وصمتٌ والعيونُ غوافلٌ
والكلُّ تحت جناحه مستورُ
ويبدِّدُ الصّمتَ الرهيبَ قذائفٌ
هي في الحقيقة للقيامة صُورُ
حِممٌ تُصبُّ و طائراتٌ تقصفُ
الأحياءَ ! نقعٌ ثائرٌ و هديرُ
والأرضُ خسفٌ والدَّمارُ مروِّعٌ
وحطامُ أمتعةٍ - يليه - تطير
وعلى رؤوسِ الخلقِ تهوي أسقف
منها لهم صارت تشادُ قبورُ
لا غروَ إن دفنت ديارٌ أهلها
فالغدرُ طبعٌ والزَّمانُ مريرُ
فلربَّما مزج التُّرابُ دماءَهم
حتى تُشادَ من المزيجِ قصورُ
ولربّما في الدفن كانت رحمةٌ
ولربّما قد أُسعدَ المغدور
مِزعٌ وأشلاءٌ تناثرُ دونَها
طَرَفٌ هناكَ مضرَّجٌ مبتورُ
وهناك أمٌّ قد تمزَّقَ جسمُها
وجنينُها منه الدِّماءُ تفور
لا وقتَ عند جنينها كي يشتكي
فإليه مدَّت للفناء جسورُ
من برزخٍ قد كان فيه لبرزخٍ
وبهذه الدُّنيا المُقامُ عبورُ
وبزحمة الأهوال تمتزج الرؤى
ثبتٌ مكينٌ في البلاء صبورُ
ومزعزعٌ خلعَ المصابُ نياطه
وفؤاده في الحادثات يخورُ
والرُّعبُ يعتصرُ القلوبَ! فلاجئٌ
لله يضرعُ دأبُه التكبيرُ
وصراخُ أطفالٍ يمزِّقُ أنفساً
عن بؤسِها قد أعجز التصويرُ
قامت قيامتُنا وحانَ قطافُنا
وعدوُّنا متربِّصٌ وجسورُ
قامت قيامتُنا وزُلزل عيشُنا
وبأرضنا قد فُوِّر التَّنّورُ
وورودُنا ذبلت قبيلَ أوانِها
وبراعمٌ قُطعَت لنا و زهورُ
ولطالما عن دوحِها قد أبعِدَت
وتشرَّدت في الفرقدينِ طيورُ
و الأرضُ ودَّعَت النُّضارَ جنانُها
من بعد أن مسَّ البلاد سعيرُ
وغدا حصيداً قبل نضجٍ زرعُنا
فالحاصدون يروقهم تبكيرُ
يا للشآم بنوك إما مبعدٌ
عن أرضه أونازح وأسيرُ
أو راحلٌ للأرضِ قد أهدى الدِّماء
ففاحَ منها في الأثير عبيرُ
محرابُ أحمد فيك باتَ مهدَّماً
ولطهره قد دنَّسَ الماخور
والعلجُ فيك يعيثُ في إفساده
صلفٌ تملَّك حالَه وغرور
والليل أرخى في الشآم سدولَه
فمتى سنا الإصباح فيه يثور
قامت قيامتُنا وحلَّ شتاتُنا
ولجمعِنا يا ربُّ أنت قديرُ
إن كان بالظلّام حِلمُك غرَّهم
فلظلمِنا ياربُّ أنت غيورُ
ما غير نصرك يا إلهي نرتجي
يا من لأهل الحقِّ أنت نصيرُ
Comments
Post a Comment