باعوا الديار للشاعر /أحمد رستم دخل الله

باعواالدّيارَ وباعوا القدسَ والحرما
والقلبُ أمسى بوهمِ العُرْبِ منهدما

شأنُ  التّعاقدِ  تحتَ الغيمِ مشربُهم
والحقدُ    يملؤ   قلباً   جاهلاً   أثِما

منذ  احتكمنا  بغيرِ  اللهِ   ما هنأت
أرضُ العروبةِ تُخفي  الهمَّ محتدما

أنّا  اتجهنا   فَقَيدُ  الجّهلِ    يأسرُنا
والظّلمُ  هدّمَ  حِلمَ   الرّوحِ والهِمما

يا قدسُ إنّ رماحَ العربِ قدْ خمدت
من   وهنِها  سنزيدُ  الصّبرَ  والنّدما

الشّامُ   تُخبرُ   للأيامِ   كم  صمدت
والقدسُ  تجأرُ  والإعلامُ  قد  زعما

لا  فرقَ  بينَ  حماةِ  الدّارِ  يجمعهم
طبعُ  التّخاذلِ  أبدى الحالَ مُنقسما

أفنوا   الوِئامَ  وعاثوا  بالورى  عبثاً
حتى التّراحمَ  بينَ  النّاسِ  مُنعدما

يا   من  هنأتَ وكأسُ  الذّلِّ  تَترعها
أبصرْ  فغُرمُ  مَبيعِ  الدّارِ    قد عُلِما

إنّ  الرّياضَ لأهلِ الحبِّ كمْ صغرت
كلَّ المصائِبِ حينَ  القلب  قد رَحِما

يا قدسُ شأنُ  جميعِ  العربِ ممتهنٌ
والخوفُ يخسفُ نورَالأرضِ والعَلَما

لكنّنا      بكتابِ      الله     مِعصَمُنا
والصّبرُ  يُحكمُ  طورَ  العُمرِ والحُلُما

هيا  استفيقوا  فما  للدّارِ  من  أحدٍ
إلا   الرّجالَ   تُعيدُ   الأرضَ  والعلما

إنّ   الدّيارَ  تريدُ   العزمَ   من  رحمٍ
أحيا   الأشاوسَ   والأبطالَ  والعُلَما

أحمد رستم دخل الله..