العروبة والذئاب للشاعرالمبدع مسعود الشرعبي



العروبة والذئاب
نامتْ عنِ الأفعىْ نواظيرُ الحرسْ
واللص منتظرُ لإغفاءِ العَسَسْ
والكلُّ في صمتٍ يواري للوفا
سلطانَهُ .. يطفيْ مواويلَ الفَرَسْ
شردتْ عنِ الرَّاعيْ العنايةُ مرغماً
وتمكَّنَ الذَّئبُ المراوغُ فافترسْ
ليغيبَ مصباحُ الحياةِ وميضُهُ
ويُقدَّ شريانُ الحياةِ معَ النَّفَسْ
كيف الحياةُ ؟ أيا سياسةَ عصرِنا
وترامبُ عن تلك السيادةَ قد طَمَسْ
أزعيمنا العربي : قل لي : ما الذي
للحبِّ ، للماضي ، وللذكرى ، طَلَسْ؟!
يكفيكَ .. أيُّ زعامةٍ عربيةٍ
كانتْ؟ . وسيفُ الغدرِ في القدسِ انْغَمَسْ
القدسُ تُعلنُ للاعاديَ دولةً
ورئاسةُ العربان تغرقُ بالخسس
القدسُ تسلُبُهُ العداوةُ عنوةً
منكم .. ولا أحداً تَنَكَّرَ أو مَأسْ
النُّورَ غَطَّْتْهُ ضبابةُ فعلِهِم
يأ ألفَ نورٍ قد توارىْ واحتَبَسْ
يا فيضَ طهرٍ قد تقادمَ عهدُهُ
حيناً .. وصفوٍ قد تضمَّخَ بالنَّجَسْ
فغدا بريقَ الخيرِ بعدكَ فاحماً
كبياضِ ثوبٍ قد تلطَّخَ بالغَبَسْ
ووليمةُ الأطماعِ طالَ طِلَابُها
وعمودُ صبريَ قد تزلزلَ وارتَكَسْ
وحقيقةُ الإنصافِ أمرٌ مبهمٌ
والجورُ كالاعصار ِشيءٌ يُسْتَحَسْ
ومسيرةُ الأحرارِ وهمٌ معتمٌ
نورٌ تبدَّدَ وأنطفىْ صوتُ القَبَسْ
أمستْ يباباً مقفراً متعثراً
وزهورُ دهريْ قد تجلببَ باليَبَسْ
فلقدْ تخلَّىْ عنكَ قاداتُ البِغا
ورماكَ في جبِّ التكدُّرِ مَنْ نَخَسْ
حُبَّيْ العرِيضُ، ومعهدي ، متنفسي
مَن باع حبِّي للكراهَهِ ؟ مَن مَكَسْ؟!
جندٌ .. متى ذُكروا اليها أبرقتْ
أملاً .. وإنُ ذُكرتْ لمسمَعِهِ .. خَنَسْ
جندٌ .. متى ذُكرَ الجنودُ تهلَّلتْ
بشراً .. ومَنْ وضحتْ لمراءهُ عبَسْ
أيطالُ عبادُ الصليبِ رؤوسَنا؟
وحقوقُنا منَّا تُشَلُ وتَخْتَلَسْ
ألِمِثلِ هذا لاتغارُ دماؤكم؟
وترامبُ لولاكم ؛ لما فينا رَفَسْ
ولمَا تطاولاتِ العِدىْ وتنَطَّعَتْ
ولمَا صريحُ الحقِّ بالدَّجلِ الْتَبَسْ
ولمَا غدتْ أفكارُنا وصفوفُنا
متفاوتاتٍ في البُكورِ وفي الغَلَسْ
فهلِ العروبةُ لعنةٌ ؟. وجميعُنا
قد نابَ أربابَ الخيانةِ وامْتَرَسْ
تمضي مع الوطن الفسيح تخاله
وكأنما تمشي على ربعٍ درس
ياحاكماً حَضَنَ العمالةَ صاغراً
ولكلِّ معنىْ العِزِّ مذموماً مَحَسْ
يا خيبةُ الحكَّامِ ..أيَّةُ خيبةٍ!
عارٌ تلطَّخَ بالدناءَةِ والدنس
لولا حصونُكم المنيعةُ حولنا
ما غابَ ذاك الجدُّ مِنْ بعدِ المَنَسْ
يا عصبةٌ كبحتْ جماحَ شعوبِها
حتِّى تبدِّدَ كلًّ عزمٍ! وانْمَلَسْ
وتطايرتْ أشلاءَ طابورِ الوغى
وتشتَّتَ الصَّفُّ الموحَّدٌ واعتَفَسْ
ما كان ذنبُ شعوبِكم وجزاؤها
لتقابلَ السَّلمَ المرونقَ بالشَّرَسْ
ياقدسُ أدريْ .. قد رموكَ بجفوةٍ
فأحيلَ دربُكَ - طالَ عمرُك - وانْعَكَسْ
فجيوشُ أمتِنا تَدَكُ صدورَنا
وشعارُها المزعومُ يأسِرُهُ النَّعَسْ
نحويْ تشمِّرُ غيظــها وكأنَّها
سهمُ الخيانةِ في شرايينيْ غَطَسْ
وتذوبُ من عبثِ القرودِ تقهقراً
ويَجِيْشُ في عينيهِ تمويْهُ الْعَمَسْ
أهِيَ الحقيقةُ .. أقبلت في صرةٍ؟
أم أنَّ خوفَ اليومِ عن حزميْ رَجَسْ؟
ياقدسُ تَخْنِقُنِيْ الحياةُ تحَسُّرَاً
عن أمةٍ باعوا القداسةَ بالهَوَسْ
ماحيلتيْ !! والآةُ تفْتِكُ بالحشَا
ومعاولُ الأدواءِ في جسمي هَلَسْ
ياقدس ما من نصرةٍ لمحاصرٍ
يشكو جفاف القمحِ جوعاً والعَلَسْ
يا قدسُ كُدِّرَ كلُّ صفوٍ سائغٍ
حتَّى زُلالُ الماءِ في حلقيْ انْخَفَسْ
وتقهقرَ الحلمُ الكبيرُ .. ألا ترى ؟
وَكَأنْ ليالِ الصَّمْتِ حالكها دَمَسْ
ما كانَ للغربِ العقيمِ تطاولاً
حتَّى تولى المكرُ فينا وارتَأسْ
يازارعَ الأحقادِ في صفِّ الأنا
مِ وقلبُهُ بالحقدِ غُطِّيَ وانْكَبَسْ
لا تغرسِ الشوكَ المميتَ فربَّما
مــــَن يزرعِ الأشواكَ يجنيْ ما غرسْ
للشاعر ا/ مسعود الشرعبي
13/12/ 2017

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي