قراءة نقدية في قصيدة عبدالملك الجباري تمتمة على ضفاف الشجن للناقد والشاعر أ-عبده الزراعي

قراءة نقدية في قصيدة عبدالملك الجباري
تمتمة على ضفاف الشجن
أ-عبده الزراعي
أولا النص :-
/تَمْتَمَةٌ على ضِفَافِ الشّجَن/
مابي أقـــولُ وضمَّــنِي حُـــلْمُ
ومـــــعي أنا ودلـــيلتي وَهْــمُ
أشتاقُ أنفاسَ الصَّــــــدى وأنا
في ليلكٍ أشْــدو وأَغْتَــــــــمُّ
يالـــــيلةً ما آنَسَـــــتْ قَـلقي
إلَّا وزاد بها الشَّـجى يَسْــمُو
عُـــدْ أنتَ يادرْبـِــي لقافِــــيةٍ
يَغْتَالُــَها بَعْـدَ النَّـوى هَــــــمُّ
فأنا الـــذي من جُـورِ مَمْلَـكَتِي
ماعُـدتُ بِالإيْنَــاسِ أَهْتَـــــمُّ
إنْ كــانَ جُـورُ الدّهْـرِ يَضْحَـكُ في
وَجْهـِي فإنِّـي ثَامِــلٌ سُـــــمُّ
عَيْنــَايَ تاريــِخُ الأسَى وأنـــا
مُتَفَــرِّقٌ ما لَمَّنِـي ضَـــــــمُّ
سَافَــرُت فِـي أَحْــدَاقِ أَوْرِدَتِـي
رُوحَـــاً يُـخَاطِــرُ حَوْلَـها الـــدَّمُّ
وجَعَـلْــتُ للآفـــاقِ تَمْتَـــمَةٌ
وَأَكَــادُ بِــي أرْقَـــى وَأَلْتَــــمُّ
وأرى أريِـــجَ صبابتي يَغْدو
وأكَـــادُ أحْسُــوهُ وَأَشْتَــمُّ
في وَجْنَتَــيَّ النّـُـور هِمْتُ وما
قَدْ رامنــي في عًَيْــنِــهِ ذَمُّ
آثَــرْتُ أنْ أَبْــقَى أُخَلـِّــــدُنِي
بيني وإنْ قَدْ ســاءَ بـِـي فِـهْمُ
وَرَبـِـيبَةُ الأحْــلامِ ما فَتِــئَتْ
غَــرَّا يَحِــنُّ لِحُسْنِــها الفَــمُّ
أَوَكُـلّمَا رَاوَدْتُــــهانَفَـــــــرَتْ
عَنِّـــي وَهَـــامَ حِيَــالها اللَّثْمُ
هــــــذا أنـــا ياقَـــومُ مُـتَّـــــئِدٌ
في لُجَّــتي يَجْتَــاحُـنِييَــــــمُّ
وأرى فُـــــؤادي ظامِـــئَاً وَلِــهَـــاً
وَ يـَــنِــزُّ فِـي أرْكَــانِــهِ كَلْــــمُ/
إنْ كَـــانَ مــابَـيْن الْجَــوى ثَلْــمُ
فَالِأنـّهُ قَــدْ سَــادَهُ ظُـلْـــــــــم
مـــاذا يَــــود ُّالنَّــاسُ مِنْ لُــغَتِـي
إنْ صُـغْـتُـــهَا دُرّاً لَـــــهُمْ نَمُّـــــوا
سافَــــرْتُ في وجعي بـِلا لُــــغَةٍ
فَتَقَـــافَزَتْ ، وتَـعاظمَ السُّـــقْمُ
ومَشَـيْتُ والأقْــدَارُ تَلْــفِظُنِـــي
وأنـــــا بِــها قَــدْ صِـرْتُ أءْتَـــمُّ
فــإذا وجدتَ المــاءَ في كَــبِدي
يَهْــمِي تَـبَرَّدََ داخِــلِي الـــزَّمُّ
ثانا العنوان:-
والبداية :-
تمتمة على ضفاف الشجن
العنوان شعري يوحي بأنا التمتمات وأنا الشاعر واقفتان على ضفاف وكأن الشجن يم تتتظران هدوءه لتعبرا الى الضفة الأخرى،والتمتمةهو مايبوحه الشخص لنفسه بصوت غيرمسموع أثناء تحسره أوأثناء وقوفه منتظرا حلا لمشكلة تقف عائقايعوقه عن أمرما أو عن سفرة من سفراته،،
ثالثا الدراسة والنقد :-
يبدأ الجباري باستفهام يوحي بالإستعراب! مابي أقول وضمني حلم
ومعي أناودليلتي وهم
همايحلمان هو ودليلته تحلم معه ،لكن ياترى دليلته هي روحه التي تراوده أم أنها الحبيبة ،لاتوصف الحبيبة بالدليلة إلاأن يكون الشاعرأختارهذه الجميلة إلى روحه دليلايتماهى معها لأنفاس اشواق الصدى ،فالليالي التي عاشها في تجربته الحياتية والغرامية مثلهافي ليلة واحدة بقوله:ياليلة ماآنست قلقي!
في البيت الرابع عدأنت يادربي لقافيةيغتالها !فالتعبيز ب عديادربي فيه شيء من التحذلق حيث يشبه المسيروالحاضر بالإنسان المساعدأوالرفيقاوالدليل وهي صورة شعرية غرضها الغرابة وفيهاشيء من الدهشة !فقدأصبح لايهتم بالإيناس من شدة مايلاقيه من هذه الحياة التي شبههابالمملكة أوربماكانت أنا الشاعرتحلم بملك عظيم أومملكة شعرية يتوصل من خلالها إلى الحلم الحياتي الإنساني والحلم الشاعري،،،
إلاأن الشاعرلتماهي مأساته وتحليقاته في فضاء الشجن زادت عنده دلالات الحسرة وأفق المعجم الدلالي الحزين،فهويضع إغراء ات الدهروابتساماتهفي حيز اهتمامه الشعري ،والدهر كلمة معجمية لوان الشاعر استعمل بدلها كلمة العصر،كان أجمل واحدث لكن لاأدري لماذاالشعراء في حالات التشظيات الشعرية لايروق لهم إلاتعبير الأقدمين مثل تعبيرات المعري وابن الرومي اللذين سيطر التشاؤم والدهر على كثير من تعابيرهما،
الشاعر ثامل والثامل أبلغ من ثمل لأنه اسم فاعل ولكنه تموله ليس بالويسكي أو الشراب المستعمل حديثا وهماكلمتان حديثتان فلواستعمل السكر بدل الثمالة كان أجمل لأن اللفظ المتداول يسهل على المخاطب والقارئ ويفضله على غيره من الألفاظ المعجمية الأخرى،،فعيناه تأريح للأسى والأحزان وهومتفرق لم يلمه ضم كناية عن الإجتماع بين الشاعرووجدانه،،أوبينه وبين من يحب!!
فالأبيات في أكثرأبيات النص سفروإخباروذكريات سردت في أبيات شعرية زادت على العشرين بيتا !!من الإضطرارات التي لجأ إليها الشاعرتضعيف ميم كلمتي الدم والفم لضروزة عروضية ولابأس عليه في ذلك!!
من جديدالشاعر قوله ! ألتم-أخلدني-أجتاحني-أيضامن الصور الجميلة الأقدار تلفظني
وأنابهاقدصرت أعتم -هذه من أجمل الصورالشعرية داخل النص عندما يصورالأقداروهي امرأة تطرده أوتمنعه وهوفي نفس اللحظة يتخذها عمامة لشجنه وأساه!!أيضا من جديدألفاظ النص:
قوله في عجز هذا البيت:ماذا يريد الناس من لغتي!إن صغتهادارلهم نموا!!
إجميلة صياغة الدور من اللغة والإبداع والشعر ياهاشم أبدعت في كثير من صور هذا النص!لكني أفضل لك أن تهتم بالتكثيف والإبتعادعن الألفاظ المعجميةوعدم الجري وراء الكثرة التي تدعو القصيد ة إليها في بعض الأحيان وربما في كل القصائدوالنصوص،لأن المطولة قدتؤدي إلى ضعف اللغة وبرود العاطفة ،،
نص جيد يتسق مع عنوانه اللغة فصيحة والوزن جيد-لايوجد به أي خلل ،شاعرمبدع ومتمكن ،
متوشح أدواته اللغوية والفنية ومعجمه الشعري راق ،تسيطر على لغته ظاهرة الشجن والشكوى ولتشاؤم ،
فإذارأيت المااء !تبردداخلي الزم والزم كلمة لانفهمها إلامن خلال المعاجم فمن معاني الزم :خطم البعيروالتقدم في السير واالتكبر،إذن قديقع الناقد في حيرة أمام هذه الألفاظ المعجمية ،،أما الشاعر فلايستعمل بعض المفردات إلاكونه مضطراإليها ولها مدلولان لغوي وشعري عنده وقدأراد الشاعر ببرود الزم بروده من التكبر والإبتعادعنه،،
أشكرك الشاعر عبدالملك الجباري على هذه القصدة الميمية الرائعة التي تشظيت فيها بكل أبعاد ك الفنية والوجدانية ،وقد سمتها د/هداية مرزق،حين دعت إلى نقدها بالدرة اليتيمة تشبيهالها بقصيدة المنبجي المسماة باليتيمة لأنها وحيدة أولاوثانيا إنهمامن بحرواحد هذه وتلك ، وقدكانت تلك اليتيمة سببا في قتل صاحبها من قبل أحدالخطاب الذين أتوا يخطبون حبيبته( دعد)بأرضهانجد-حيث قام أحدالخاطبين بقتل دوقلة المنبجي وأخدقصيدته لينال بها الزواج من دعد التي كان من شروطها أجمل قصيدةيأتي بهاخاطب-لكن القصيدة فضحت القاتل لمعرفة الفتاة بجيدالشعروأن القصيدة سرقت من خاطبها فأمرت بقتل التهامي لقتله خاطبها الذي سيصبح زوجالها إذاماوصل وألقى قصيدته تلك !!!هذا إذاكانت الدكتورة قصدت يتيمة دوقلة وإن لم تقصدفهذه شبيهةربمابتلك!!
أتمنى أن لاتكون قصيدتك هذه مشابهة لتلك من حيث الحكاية،
تحياتي لك أيها الشاعر !
٢٣/١/٢٠14

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي