بانتضار الصباح د فواز عبد الرحمن البشير سوريا

بانتظار الصباح
يا لهذا الليل ِما أطوله ُ
يا ترى هل بعدَهُ يأتي الصباح ُ
كم قضينا من ليالٍ قبلَه ُ
لم يكن يُخشَى علينا الافتضاحُ
نطلبُ الكأسَ ونُمضِي جلّهُ
ليسَ يروينا بهِ الماءُ القراحُ
بحبيبٍ رائعِ الوصفِ إذا
ظهرَت آلاؤهُ للقومِ صاحوا
وإذا ما هزَّهم وجدٌ فهم
من جوى إحساسِهم بالسرِّ باحوا
كلُّهم يحملُ عشقاً وهوى
وإذا لاحَ لهم هِيضَ الجناحُ
ومضَت تلكَ الليالي والذي
كانَ صلباً باتَ تلويهِ الجراحُ
بتُّ وحدي في فَراغٍ موحشٍ
مثلَ صيدٍ فعلَت فيهِ الرماحُ
ليسَ لي إلا خيال ٌسانح ٌ
لحبيبٍ لا يُرى منه ُالسماح ُ
وبقايا من حطامٍ ضائع ٍ
حملَت آثارَهُ تلكَ الرياحُ
وضجيجُ الصدرِ يوحي بالذي
من لظى نيرانِهِ كانَ النواحُ
آهِ كم كانَ هنا من عاشقٍ
كلُّهم قد تركوا قلبي وراحوا
حملُوا حبي وغابوا في المدى
ورمَوا أسمالَهم عندي وساحوا
يا ابنَ روحي كن معي هذا المسا
فعسى من مجلسي يُجنَى الأقاحُ
وعسى إن سرتَ في دربي تجد
في طريقي ما رأى الكونُ البراحُ
لا تَكُن إلّا مُحبا ًدائماً
فبهذا الحبِّ يأتيك َالفلاح ُ
واسلكِ الدربَ الذي قد جزتُه ُ
ربّما في ذلكَ الدربِ النجاح ُ
أعطِني العهدَ وأقبِل مُذعنا ً
ربّما ينفعُك اليومَ انتصاحُ
ودعِ الفوضى ولا تفرح بها
إنما الترتيبُ فوزٌ وصلاح ُ
عِش بصمتٍ وسلامٍ طالَما
أغلبُ القولِ كلامٌ لا يباح ُ
واصحَب ِالذكرَ وكن مشتغلا ً
لم يُفِد غيرَكَ ضحكٌ ومزاحُ
واجتهِد في كلِّ خيرٍ ساعيا ً
إنما العيشُ جهادٌ وكفاحُ
واذكرِ اللهَ بصدقٍ دائما ً
ذكرُكَ الرحمنِ درعٌ وسلاح ٌ
صاحبِ الخلقَ بخُلقٍ طيّبٍ
يأتكَ السعدُ ويرفعكَ انشراحُ
كلّما داريتَهم في حاجةٍ
جاءكَ البشرُ وحلَّ الارتياحُ
اصحبِ العلمَ ولا تزهد به ِ
فبهِ يحلو غدوٌّ ورواحُ
لا تَرُم من صاحبٍ مدحاً ففي
مدحِهِ زيفٌ ومكرٌ وسفاحُ
كن معَ الله ِودع ما قد مضى
فبهِ يسمو انتهاءٌ وافتتاحُ
حضرَ الموتُ وإنّي راحل ٌ
وكلامي مُلِئت منهُ البطاح ُ
ظهرَ الحقُّ بإجلالٍ ففي
صحبةِ الموتِ جلاءٌ واتّضاح ُ
إن بدا الصبحُ نقياً فلقد
زالتِ الظلماءُ واستولى اندياحُ
وغدا النورُ بهياً ساطعاً
فليكن سعدي وفيهِ المستراح ُ
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي