الحب د.فواز البشير

الحب
The love
Amore

القلبُ يوشك ُأن يموت َبداءهِ
عجزَ الطبيبُ اليومَ عن إشفاءهِ

لبسَ المحبة َفوقَ كل ِّثيابه ِ
حتى غدَت مشمولةً برداءهِ

لم يدرِ أن َّالحبَّ بحرُ مشاعر ٍ
حتى ارتوى مستغرقاً من ماءه ِ

عجبا يظنُّ القلبُ أنَّ حياتَه ُ
تصفو بهذا الحبِّ رغمَ عناءه ِ

حتى يذوقَ عذابَهُ ومراره ُ
وينوءَ بالأثقالِ من أعباءهِ

مهما يلُذ في صدِّهِ وهروبِه ِ
لا بدَّ يسقطُ في هوى إغراءهِ

فالعين ُمن آلاته ِوالأذنُ من
أتباعِهِ والفيضُ من وزراءهِ

والوجدُ من آثارهِ والسكرُ من
أسرارهِ والبوحُ من أصداءه ِ

والحزن ُمن أقرانهِ والذوق ُمن
أعيانِهِ والعشقُ من أسماءهِ

مهما ستبعد ُفي البلادِ تهربا ً
لا بدَّ تسقطُ مرةً بفناءهِ

هو آيةٌ نزلَت وبانَ جمالُها
والسرُّ لا أقوى على إفشاءهِ

كم مرةٍ أقبلتُ لستُ براغبٍ
وصدرتُ مستتراً ببعضِ غطاءهِ

حتى غدا عيشي وسرَّ صبابتي
وغدوتُ في التفريدِ من أعضاءهِ

لو أنَّهُ في السوقِ كانَ بضاعةً
لأمرتُ كلَّ صحابتي بشراءهِ

فهو الدواءُ لكلِّ داءٍ معضل ٍ
عجباً لداءٍ كانَ سرَّ دوائهِ

من ذاقَ منهُ حلاوةً لا بدَّ أن
يشقى بمرِّ صعابهِ وقضاءه ِ

هلا أتيتَ إلى جوارِ خباءه ِ
لتكونَ بعدَ الصبرِ من وزراءهِ

وتذوقَ طعم َجمالهِ وتموتَ في
أدغالهِ وتعيشَ حسنَ بهاءهِ

وتذوبَ في نيرانِه ِوتموتَ في
أحضانِهِ وتعيشَ نورَ ضياءهِ

لولا المحبَّةُ لم يكن للعيشِ من
معنىً وكانَ الموتُ من أخطاءهِ

هيهاتَ يعرفُ ما أقوُل سوى الذي
أفنى جميعَ الحسِّ في بيداءه ِ

واللهِ لم أعرف جمالَ معيشتي
حتى فنَت روحي بنورِ سناءه ِ

د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا