بوابة الحرب للشاعر المبدع / محمد العذري

. "بوابة الحرب"

بعض أرض وبعض ريح يطل
بين عيني عاشقا ﻻ يمل

لي مع الشعر في انتصاف اﻷماني
شمس صبح على البقاع تطل

أشرق الفجر في ثنايا هنوف
لهفات في وجهها ﻻ تمل

كان ميعادها مع العرس فجرا
بعد يأس وبعد عهد ممل

كان حلما يجوب ليل عجاف
وهي سبع لكل هم تقل

كان جﻻدها مع كل سوط
يتغنى بقتلها ﻻ يكل

وعلى بابها من الجند سور
يصبح الحقد موطنا حيث حلوا

راهن الشر أن سيلجم فاها
وسيمحو أحﻻمها ما يغل

وسيلقي بوجهها كل قبح
وسيرمي من عينها ما يهل

هي أنثى في صدرها قلب أم
بين خلجانه جنان وظل

هي حبلى من نسل قوم كرام
هي أعتى من صخرة ﻻ تحل

هي صنعاء وجه كل فتاة
إن أطلت من شرفة مات خل

هي صنعاء زند جيل عتي
هي صنعا لكل أصل تظل

قبلة اﻷرض مبتدا كل قطر
وانتهاء لكل سيف يسل

هي أرض تنام حين تعاني
من بنيها لكنها ﻻتذل

هي بنت الكرام أم كرام
هي نصل إن قارعوا ﻻ يفل

أخت قحطان وابنة ﻷبيه
أم سيف فمن لسيف يضل

هي خيل ﻻ يعتليها وضيع
هي باب لكل ما يستهل

هي أرضي وعنفوان غرامي
بل هي اسمي وكنيتي والمحل

تعشق الحرب إن تمادى دنيئ
ستراها إن شبت الحرب تسلو

رسمتها أنامل ابن نبي
وسقتها دماء طهر لتعلو

أرض سام أتت وﻻ شيئ يدعى
هي أصل اﻷباة في الكون كل

هاهي اليوم تستعيد سناها
من سنين ومن عقود تولوا

سقط الزيف وهو يقطر خزيا
سل سيفا في وجه من لم يسلوا

وإليها أقل كل عدو
من لغير اﻹله صاموا وصلوا

قوم سوء تأبطوا الدين شرا
حين ضلوا بفعلهم وأضلوا

فأباحوا ما حرم الله جهرا
وإلى الله ينسبوا ما أحلوا

أفرغوا حقدهم بمن قد دعاهم
وأبادوا من عانقوهم وهلوا

فتعالى اﻹله بل جل ربي
إن في العدل آية ﻻ تضل

كان ما فات عبرة ألهمتنا
أن عرش الطغاه قش ورمل

كان ما فات قصة ألهمتنا
أن جيش الطغاة وهم وظل

كان ما فات قصة ألهمتنا
أن جمع الطغاة مال وهزل

من تداعى لنقمة الشعب يوما
سوف تغشاه لعنة الشعب فصل

إن من يسفك الدماء سيجزى
وجزاء القاتلون ﻻ شك قتل

إن من خان شعبه في رخاء
خانه الشعب نصرة يوم ذل

إيه صنعا تصبري بعض وقت
قد تبقى من العناء اﻷقل

إيه صنعاء سوف يغدو التﻻقي
يوم عرس في ثغر يوم نجل

محمد العذري