القيت في لج البحار سعيده باش طبجي تونس

ألْقيتُ في لُج البحار شِراكي
أبْغي نُضارا عالقا بشِباكي

دُرٌا..جُمانا..ماسةً ..أو لؤلؤا
مرجانَ شعر من جنى الأسماكِ

و اجْتبت غَمْر البيد أبْغي دُرةً
مطمورة ًفي الرمْل و الأحْساكِ

مكنونة،ً من سحْر هاروتٍ و نب
ضي منهك في أسْرها الفتاكِ

وسلكْتُ أحْراشا و درْبَ مواجعٍ
و نزلتُ دار العجم و الأتراكِ

حتى ألاقي نبْضة فتانةً
تهمي بقَطْر من عبير أراكِ*

كم كان حُلمي أن أفوحَ دواليا
قد عَرشَتْ طيبا على شُباكي

كم تُقْتُ للأشعارتمْهُرُ نبْضتي
بالنور كي تحْيا مع الأفلاكِ

ألَقا و عطرا عابقا و نسائما
شفافةً في النور مثل مَلاك

لكنني بخِفافِ خيباتي رجعتُ
و ملْء عجزي نبضُ طفل باكِ

قد عدْتُ و الخجلُ المميت يذيبني
و اليأس و الاخْفاقُ ملْء شِباكي

قد عدت و الأشْراكُ ملأى لوثةً
و قُثاءَ شعْرٍ من أذى الأشْواكِ

و بقيتُ في لُج الأسى موْؤودةً
في سجْن عقْمي..دون حلم ِفَكاكِ

في رَفِ أحزاني تنام قصائدي
قد حُنطتْ جسما بدون حراكِ

في وحدتي الصماء أمْضغُ حُرقتي
و كأنني من طينةِ النُساكِ

تتناسل الأشجان في رَحِمِ القصي
دة ِ و الحروفُ على الجمال بواكي

و النورُ هاجر من مرابع صبْوتي
و الليلُ مزروع على شُباكي

لم يأْلُ جهدا في اجتياح مشاعري
يغتالني ..يقتات من اِرْباكي

يا أحرفي يا شمعةً في خاطري
يا نبضتي..مسْخٌ انا لولاك

مسلوبة النبضات في جُرْف الجوى
رقْمٌ أنا في زحمةٍ و حراكِ

لا من يرى نوْحي بدون مدامعي
لا من سميع البوْح دون شَراكِ

ورْدي ذوى من دون رَيكِ تُرْبتي
ليلي مقيتٌ دون بدْرِ سناك

بردٌ أنا و مفاصلي مثلوجةٌ
من دون دفء من جنى نجْواكِ

بل في هجير الهجر أرتادُ
الفيافي الظامئاتِ بجدْبها الفتاكِ

لا تتركيني في الهجير و في الصقيعِ
فمن أنا..لولا الهوى..لوْلاكِ؟

عودي فهذا الحرفُ بعدك مجدبٌ
و النبض ظمآنٌ بدون لماكِ

معشوقتي..لا تحرميني فيْءَ أشْ
ذاءِ القوافي ضُمِختْ بشذاكِ

تجْتاحني عيناك ظامئةَ السنى
عشْقا فالثمُ بالنسائمِ فاكِ

عَلَ الأماني ذاتَ شِعْرٍ مُزْهرٍ
تهْمي عليَ شذًى بلا اِمْساكِ

فتفيضُ سحْرا آسرا عيْناكِ
يهْمي الجمالُ..و ينتشي خَداكِ

(سعيدة باش طبجي- تونس)