أبوعلي محمد زوبعة الترجي
زوبعة الترجي
لم يخترِ السقمُ إلا مقلتيه فضا
ولم يرصّع سوى أنفاسه مرضا
لم يخترِ السقمُ إلا مقلتيه فضا
ولم يرصّع سوى أنفاسه مرضا
ولم تجدْ دونه الأدواءُ حاوية
في صدرها تورِقُ الآهاتُ جزلَ غضا
في صدرها تورِقُ الآهاتُ جزلَ غضا
كأنه وحده للحزن منتظرٌ
ووحده مَنْ عليه الحزنُ قد فُرِضَا
ووحده مَنْ عليه الحزنُ قد فُرِضَا
يستعذبُ الموتَ، يغفو بين أضلعه
ليلٌ من العجز في أنفاسه ربضا
ليلٌ من العجز في أنفاسه ربضا
تجاوز الأربع السوداءَ منحبساً
في بؤسه رغم طول الليل ما غمضا
في بؤسه رغم طول الليل ما غمضا
يحيا بها ميّتاً في عينه أملٌ
طفلٌ متى غازلته غفوةٌ رفضا
طفلٌ متى غازلته غفوةٌ رفضا
يقوى به الضعفُ، يستولي بهيئته
على القلوب قعيداً كيف لو نهضا؟
على القلوب قعيداً كيف لو نهضا؟
يُقَبِّلُ الأرضَ مشتاقاً فتلصقُ في
شفاهِهِ أمنياتٌ حُوِّلّتْ حرضا
شفاهِهِ أمنياتٌ حُوِّلّتْ حرضا
في مقلتيه سؤالٌ ظامئٌ عجزت
معاجمُ البوحِ أن تلقى له غرضا
معاجمُ البوحِ أن تلقى له غرضا
ماتت بداخله الأشجانُ، وانتفضت
لأجله الأرض ما إن مات وانتفضا
لأجله الأرض ما إن مات وانتفضا
يمارس العنفُ ما يهوى بساحته
كأنما العنفُ منه القسوةَ اقترضا
كأنما العنفُ منه القسوةَ اقترضا
فالكون من دمعه المصلوب مغتسلٌ
مذ أمطرتْهُ سماواتُ الجوى مضضا
مذ أمطرتْهُ سماواتُ الجوى مضضا
ما اسودَّ صبحٌ ولا ابيضَّ الدجى لفتىً
إلا لمَنْ عمرُه المسودُّ ما بيضا
إلا لمَنْ عمرُه المسودُّ ما بيضا
تكلم الصمتُ، واستعصى الكلامُ له
وأفصح الحزنُ في تحديقه وأضا
وأفصح الحزنُ في تحديقه وأضا
بعين كل بصيرٍ يرتئي شبقاً
أعمى إذا بسطتهُ شمسهُ انقبضا
أعمى إذا بسطتهُ شمسهُ انقبضا
يحيا وفي كفه مليون زوبعة
من الترجّي يُلمْلمها بكلِّ رضا
من الترجّي يُلمْلمها بكلِّ رضا
في قلبه روح إعصارٍ، وفي دمه
قبائلٌ في يديها الحبُّ منتفضا
قبائلٌ في يديها الحبُّ منتفضا
وفي عباءته شوقٌ تردده
أنَّاتُهُ، وبكاءٌ عضَّهُ ومضى
أنَّاتُهُ، وبكاءٌ عضَّهُ ومضى
يترجم الآه أشواقاً فهل لفتىً
أشواقه الآه إلا أن يعيش لظى!؟
أشواقه الآه إلا أن يعيش لظى!؟
مأساته تتمشّى في براءته
وقلبه بلظى مأساته نبضا
وقلبه بلظى مأساته نبضا
مُغَرِّداً كم تحَلّى بالرضوخ فلا
خلاَّه لا جوهراً يُدعى ولا عرضا
خلاَّه لا جوهراً يُدعى ولا عرضا
يبدو وقد مجَّتِ الآلامُ بسمته
كيما تُشَكِّلُ منه النارَ والرمضا
كيما تُشَكِّلُ منه النارَ والرمضا
كأنه فِطْرةٌ فُضَّتْ بكارتُها
قبل التكوُّن أو حلمٌ بها جَهضا
قبل التكوُّن أو حلمٌ بها جَهضا
هو الطفولةُ إلا أنها كَفَرَتْ
بهِ لِيَسْموَ بالبلوى وينخفضا
بهِ لِيَسْموَ بالبلوى وينخفضا
يشكِّلُ الكون أنفاساً، ويزرعهُ
نسائماً، وزهوراً كلَّما ومضا
نسائماً، وزهوراً كلَّما ومضا
يستجدي الله – لا ينفك – عافية
روحية لا تفارقه فتنقرضا
روحية لا تفارقه فتنقرضا
لأنه رَغم ما يشكوهُ مقتنعٌ
بكل ماقدر المولى له وقضى
Comments
Post a Comment