القلوب شواهد ابراهيم الباشا

((القلوب شواهدُ))

ماذا دهاك مكابرٌ ومعاندُ
ألديك من هذا العناد فوائدُ

ألكم إذا كنا الوسيلة غايةٌ
ألكم إذا كنا الدروب مقاصدُ

ألكم إذا شُدّت رحال رجوعنا
من دوننا أحدٌ اليكم عائدُ

ألكم مزار للأ نام وملتقى
يأتي بهم من كل فجٍ وافدُ

ما عهدُنا إنّا نعود وأنتمُ
وعلى الفلآة مطامع ٌ وطرائدُ

ما دثّرت تلك المحاجر طيّها
لمّا تبدّت في المحيط مشاهدُ

ماذا تخال فهل تَرانا واحة
ثكلى ومن يرتادها هو واردُ

قولي لهم كيف أستثيرت أحرفي
وأستنفرت برؤى المداد قصائدُ

وترجّلت ورقي حروفي عنوةً
لتصاغ في عُنق السماء قلائدُ

لست ُ الذريعة للملاص فإنني
ميزان عدلٍ والقلوب شواهدُ

نحن الكرام فيا ترى من أنتمُ
هل كل بذل منكم هو راكدُ

فأنا الجبيرة للكسير إذا أشتكى
تمتد من متني اليه سواعدُ

فخذي بكفي وأحتفي بمدامعي
فرحاً فدمعي اليوم دمعٌ رافدُ

كلا فلن تحيا حياة مودّعٍ
من أفعمت عيشي وعمري ناكدُ

حاشا وكلا لن يكون بخافقي
حظٌ لدونكِ ما حييت أُكابدُ

ولئن طوى طمع السنين جمالكِ
فبهاؤه دوماً بقلبي خالدُ

فخذي فؤادي واسلبي نبضاتهِ
وعسى عيون اللائمين تشاهدُ

طوراً تساورني الظنون وتارةً
يجتاحني صخبٌ يسائل كامدُ

لا تآمني غدر الزمان فحاذري
من نصله ِ إن المِرار تُعاودُ

لاعيب لو عاب الزمان اُناسهُ
العيب إن عاب الزمان عقائد

فلا ملامة قد بلغنا عذرنا
وكفى ندامتنا ....دليل عاضدُ

هذا الزمان طوى الشهامة والوفا
والجهل عن نفس الكثير يراودُ

　إبراهيم الباشا
　اليمن
　19/11/2017م