يا ناقة الله مسعود الشرعبي

يا ناقة الله

ياناقَــــــــةُ اللَّهِ : لو من غيظهم كظموا
؛ لعشتِ ياناقـَـــــــةَ المولى .. وهم سَلِمُوا

ياناقـــَـــــــةُ اللَّهِ : جَفَّ النبعُ ، فانصهرتْ
صُمُّ الجبالِ.. وطالت حــــالَنا حِمَــــــــمُ

ياناقــــَــــةً: إنَّ أشقى القومِ قد هَلِكَتْ
من فِعلِهِ القومُ ؛ لمَّا عنهمُ انفصمــــــوا

وبَدَّدَ القــــــــــــــــومَ تمزيقاً بفعلتـِه
وعنكِ ياخيــرَ نوقِ الأرضِ قد فُطِموا

من فِعلِهِ جاعــــتِ الاقوامُ، فاندثرتْ
ومَزَّقَ الحقدُ صَفَّ القومِ ، فانقسموا

تمسي العروبةُ أطلالاً مُهَدَّمــَــــــةً
القومُ صرعى ، وصرحُ العزِّ يــنهدم

رُوْحُ العروبةِ في الأنقاضِ ذابلــــــــةٌ
والحقُّ في عصرِنا المفجوعِ مُنعدِمُ

شِعارُها قد عَفَا دَهْــــرُ الضياعِ بهِ
ودِرعُها قُدَّ - ياتارِيخُ - والعَلَــــــمُ

قَادَاتُهَا - في قُصُورِ الغربِ - عاكفةٌ
وجَيْشُهَا - في دهاليزِ العِدى - خَدَمُ

دِرعُ العروبةِ قد باتت تمزِّقــُــــهُ
قومٌ على فكرةِ التَّغريبِ قد عزمــــــوا

قومٌ يُمزِّقُهُم حِيْنَاً تَنَاقُضُهُــــــــم
قومٌ بلا خجلٍ للغربِ يحتكمــــــوا

يبكي الضَّمِيرُ حَياءً بَعدَمَا وهَنَتْ
ضَعفَاً .. وكانَتْ كموجِ البحرِ تَلتَطِمُ

لِلْغَربِ - ياسيِّدِي - باعُوا مَبَادِئَهُم
دكَّوا - فداك - حُصُوْنَ الْعِزِّ واقتحموا

عنِ اليَقِيْنِ تَعَاْمَوْا - يافِدَاكَ - فَهُم
لمَّا تَعَامَوْا عَنِ النَّهْــجِ القَــوِيْمِ عَمُوْا

عليك ياسيِّدي أزكى الصَّــلاة لَكَمْ
أصَابَهُم - سيِّدي - بعدَ العَمَى صَمَمُ

بخسَّةِ الغَربِ باعُــــــوا ثَوْبَ عِزَّتِهِــمْ
في سَكْرَةٍ وقَّعُوا لِلْبَيْعِ والتَزَمُــــــــوا

إنَّ الرجــــــــــــالَ إذا باعوا رجولتَهم
ماعابَــــهُم تُوِّجُوْا بالنَّعلِ أو لُطِمُــــوا

فَلْيَخْسِــفُوا الأرضَ فينا كيفما امـَـرَتْ
(رَقَّاصَــــــــةُ الغرب) أو حَبُّوا لينتقموا

ماهكذا كانتِ الأعرابُ شيمتَهُــــــــم
(ياأُمــــــةً ضحكتْ من جهلها الأممُ)

الشاعر ا/ مسعود الشرعبي