البحث عن الطريق الشاعر /صالح احمد القاسمي

البحث عن الطريق

قضيتُ العُمرَ أبحثُ عن طريقي
وتاهَ الخطو مِنّي يا صديقي
وبوصلتي نأى عنها اتجاهي 
وتاهَ السيرُ في وادٍ سحيقِ
على رغمِ الجراحَ بقيتُ أمشي
وأضنيتُ المسارَ بلا رفيقِ
طويتُ مواجعي وجمعتُ روحي
حملتُ متاعبي وحملتُ ضيقي
دفنتُ لواعجي وغدوتُ أرنو
لعَلّي في الظلامِ أرى بريقي
وكانَ الروحُ إشعاعي ونوري
وأرويتُ الأماني من رحيقي
وأسقيتُ الظماءَ بنهرِ شدوي
وأظميتُ الندى جَفّفتُ ريقي
لعَلّي أو عسى أرنو سلاماً
سيأتيني من النبعِ العريقِ
* * *
وناديتُ المُنى ، ياليتَ ! أغدو
مِن الآهاتِ ، أُنقذُ كالغريقِ
تجَرّعتُ الرّدى وسُقيتُ مُراً
من الأوجاعِ أرواني شقيقي
غدوتُ كواحةٍ لا ماءُ فيها
يساومني الغُبارُ على حقوقِي
وجَمّرتُ الحصاءَ بنارِ قهري
مِن الأحزانِ تسقيني عروقي
وأبكيتُ الجبالَ بدمعِ غُلبي
وناديتُ الصخورَ أن استفيقي
تكالبتِ الضواري ضد فجري
وأسدَلتْ الستار عن الشروقِ
وأظلمَ ليلُنا الداجي عبوساً
وأُخْليَتِ الوهادَ مِن العقيقِ
* * *
متى يا طائرَ الإنشاد أبدو؟
على وطني كما حُرٍّ طليقِ
متى يا نِسمةَ الإصباح تغدو؟
رُبى أرضي لنا وطناً حقيقي
تُغادرُنا المواجعُ والرزايا
وينسدلُ الستارُ على النعيقِ
وغربانُ الهوانِ تنؤ عَنّا
ويقذفُها الزفيرُ مِن الشهيقِ
فإنّا بالعواصفِ قد بُلينا
ويحكمُنا سماسرةُ الرقيقِ
سُقينا القهرَ في كأسِ الأماني
وتبلعُنا دُجى البحرِ العميقِ
تناثرتِ الأماني في فراغٍ
وأجهضَ حلمنا زيفُ اللصيقِ
وأجدبتِ المراعي في حِمانا
وأُرهِقَتْ الرمالَ مِن الزعيقِ

صنعاء 30 يوليو 2017 م
الشاعر /صالح احمد القاسمي