مولد النور للشاعر القدير / مصطفى كردي
عدد الأبيات 23
الطويل
مولد النور
أيا مولدًا للنّورِ فالنّورُ يُولَدُ
ويبقى خلودًا والمحامدُ تَخلُدُ
لهُ السَّبقُ في بَدءِ الخليقةِ نورُهُ
فلمّا تجلّى فالمَعيَّةُ تَشهَدُ
سرورًا على الأكوانِ قد حَلَّ سِرِّهُ
فلا عجبًا ممن يراهُ فيَسهَدُ
أتانا بقلبٍ من حنانٍ ورحمةٍ
ولمّا تزل تحكي السّنينُ وتَسرُدُ
رسولٌ من الآياتِ قد قامَ بالهدى
فما قَعَدَت إلا وذو الشّركِ يَقعُدُ
فربّى بعلمٍ والخليقةُ ظُلمةٌ
فأضحت سراجًا في العلومِ تُوَقَّدُ
وسوّى اعوجاجًا من صدورٍ وحقبةٍ
فكانت صراطًا لا يلينُ ويَشدُدُ
وزكّى نفوسًا بالرّياضةِ والهوى
فعادت رياضًا بالمحبةِ تَحمَدُ
تطيبُ لهُ الأنفاسُ إن مَرَّ ذِكرُهُ
وتلقى حُبورًا والمَدامعُ تَسعَدُ
وتغدو إذا ما الرُّوحُ راحت لرَوحهِ
كمَن نزلت شهدًا بهِ المُرُّ يُغمَدُ
فتَنسى مع التّسليمِ ما كان بالأسى
تصلّي فتَسلو فالصّلاةُ تُبَرِّدُ
ولو مُزِجَت في البحرِ قطرةُ حُبِّهِ
لعادَ كماءِ المُزنِ يَحلو ويَرعُدُ
خليلٌ عن الأهواءِ قد مالَ قلبُهُ
فكان حنيفًا لا يميلُ ويَبعُدُ
تجلّى له الرّحمنُ بالقربِ والصّفا
فصار رحيمًا للبعيدِ يُمَهِّدُ
وروّى عطاشًا من سُلافِ موّدةٍ
فمادوا كما الأمواجُ تَعلو وتَسجُدُ
يتيمٌ لأنّ اللهَ قد صانَ عبدَهُ
تولّاهُ ربٌّ في الولايةِ يُرشَدُ
وعظّمَ أخلاقًا حباهُ بمنحِها
كأنّ كتابَ اللهِ فيهِ يُرَدَّدُ
أما قرأَ العُذّالُ سيرةَ عِطرِهِ
فلو عَرَفوا عَرفًا لهاموا وأزبدوا
وساروا مع الأحبابِ في بَدرِ بَدرِهِ
وخَلّوا عتابًا ثم جَدّوا وجَدَّدوا
أيُحمَدُ محمودٌ وفينا محمّدٌ
ويُمدَحُ ممدوحٌ و للمَدحِ أحمدُ
فزيدوا صلاةً والسّلامَ على الذي
يزيدُ علينا بالصّلاةِ ويَحفَدُ
صلاةً من العشّاقِ إن باحَ وَجدُها
تَهيمُ مع الأرواحِ ما هامَ مَقصِدُ
عليهِ صلاةُ اللهِ في كلِّ لَمحةٍ
بألفِ صلاةٍ بالقلوبِ تُمَجِّدُ
مصطفى كردي
Comments
Post a Comment