نور الهدى للشاعر / محمد سنان المقداد

نور الهدى
فكيفَ لحبْرنا يروي الكتابا
وكيفَ لحرفنا يثري الخطابا
بباب الروح شاختْ أمنياتي 
طرقتُ العمرَ نافذةً وبابا
لعلّ القلب يسكن دار حبٍ
بها الودّ الذي يرعى الرحابا
رسول الله تعجز أمنياتي
خيالي والحروف ترى العتابا
بنيتُ قصيدةً في كل دارٍ
وصيرتُ البناء أو الخرابا
وعندك يارسول الله حرفي
يفوح نسائما حتى استطابا
دع الأشواق تفتح أمنياتي
وإن شاخ القريض هنا وشابا
لعلي قد أنال رضاء ربي
فأشكره أرى خيرا ثوابا
رسول الله بعْثته جمالٌ
سلامٌ زاد للكون انتسابا
مكارمه تزيّن كل جمعٍ
بمولده رأى الشيخ الشبابا
وعادتْ في سماء القرب روح ٌ
حضورٌ لا يرى فينا اغترابا
أنار سبيلنا أروى حياة ً
بنور الحق عانقْنا السحابا
فبَعد الجهل نور العلم ضاءت
كواكبُه المسالك والشعابا
ودامت للقلوب رياض حبٍّ
وصارت تنتشي زهرا ضبابا
وعدلٌ ساد للدنيا سنينا
وأمسى الظلمُ في زمنٍ سرابا
وعاداتٌ لنا كانت جحيما
فوأدٌ كان فخراً واحتسابا
وقتلٌ للكرامة دون حقٍّ
وللعربيّ تنتسبُ انتسابا
جهالةُ عصر قومٍ في سبات ٍ
شبابٌ لايرى إلا الشرابا
وشرٌ قاتلٌ فتكٌ حروبٌ
دعاة الجهل كم كانوا ذئابا
وفخرٌ في المقامر والمعاصي
وفي جهلٍ ترى عجبا عجابا
فكم عادات جهلٍ في خنوعٍ
وفكرٌ عن حقيقتها تغابى
إلى أن جاء خير الخلق بالنو
ر في نهج المحبة واستجابا
بدستور الهداية فاض نور ٌ
أزال الظلم بل أفنى العذابا
وقامت دولة الإسلام شرقا
سؤال يقتفي حبا جوابا
وعدلٌ سادللدنيا سنينا
يرى ونرى بمنهجنا الصوابا
على النهج القويم لنا أساسٌ
فلن نخشى انهياراً أو خرابا
وفي الساحات يحضننا انتصار ٌ
وماخفنا العدوّ ولا الركابا
بعزّة مؤمنٍ نلْنا اعتزازا
بغير الدين حقا لن نهابا
تركنا السنّة الغراء صرنا
غثاء السيل عزا ما أصابا
بمولده ضياء الحق فجرٌ
أنار الكون سهلا والشعابا
ونارٌ للمجوس لها انطفاءٌ
ظلام الكفر ليله لن يهابا
وقيصرُ عاد في ذلٍ وخيمٍ
تقهقر جيش كسرى بل وغابا
فلا كفرٌ ولا شركٌ تعالى
شموخ العز يصطحب الشهابا
بمولده ارتقينا كم سمونا
سموٌّا يرسم المجد المهابا
شربنا العز من كأس رويٍّ
مَعين الوحي يانعْم الشرابا
نذيرٌ كم دعا للنور دهرا
بشيرٌ بالهدى أروى اليبابا
رؤوف قلبه حقا رحيمٌ
أبٌ أمٌّ لأمّته أجابا
إلى لثقلين أُرسل دون فرقٍ
فلا عربا ولا عجما أخابا
سواسية وتقوى الله عدلٌ
بميزان التٌقى فوزا أصابا
دعا نادى بحبٍّ دون كرهٍ
وصبره كان حبا مستطابا
مع الأيتام والفقراء روحٌ
وقلبٌ بالمودة كم أطابا
سعى أوصى دعا نادى بحبٍّ
إلى خير العباد رأى الصوابا
فداك أبيْ وأمي كلّ أهلي
وروحي تفتدي قلبا أنابا
رسول الله تعجز مفرداتي
وإن سطّرتُ شعرا مستطابا
ولو دوّنت آلاف القوافي
ولو أفنيت حبريَ والكتابا
ولو أمضيتُ عمري لا كمالٌ
ولو أفصحتُ أو زدتُ اغترابا
صلاةُ الله تغشى نورَ عيني
رسولُ اللهِ من أهدى الثوابا
صلاةٌ والسلامُ على نبيٍّ
به ختم الإله لنا الخطابا
شفيعُ الخلق إذ نادى المنادي
ومن يُشفعْ فلن يلقى العذابا
بحبّك يارسول الله روحي
إليك الحبّ ينصبّ انصبابا
صلاة الله ما غنت طيورٌ
وما أبكتْ حمائمها القبابا

Comments

Popular posts from this blog

قصيدة رمضان للشاعر د.منصور غيضان

صنعاء للشاعر /خالد الشرعبي

لأجل عيونها للشاعر عبده مجلي